تنميه بشريه اقرا ونمى نفسك واتعلم

لاحظت أن الإنسان يصمت عن جهل عندما يسمع حواراً لا يفهم فيه شيئاً..فإن اكتسب قليلاً من المعرفة..ملأ الدنيا صراخاً و جدالاً ليبرهن أنه الأفضل..لكنه عندما يكتسب الكثير من الحكمة سيبدأ بالصمت مجدداً..و سيفضل الصمت عن الكلام و الثرثرة..فهو يصمت و يتأمل كل ما حوله بهدوء..فإن تكلم..خرجت روائع الكلمات و قطوف الحكمة من بين شفتيه.

من صفات المدرب الناجح أن يكون متقناً لأكثر من مهنة واحدة في شخصيته..فيجب أن يكون خطيباً مفوهاً ذو صوت قوي دون تلعثم..و أن يكون ممثلاً بارعاً كي يستطيع ايصال بعض المعلومات من خلال سيناريوهات حركية..أن يتحلى بالعاطفة أثناء كلامه كي تصل كلماته لقلوب مستمعيه..أن يكون قادراً على اضحاكهم و إبكائهم حسب المادة المعروضة..أن يتحلى بشخصية قوية قادرة على ضبط أحداث الفوضى في محاضراته العامة ذو العدد الكبير من الأشخاص..أن يكون مثقفاً و قارئاً نهماً لكافة العلوم المتواجده حوله..و الصفة الأهم أن يكون متواضعاً..بسيطاً..ذو مصداقية..لا يهتم بألقابه و مسمياته الزائفة..عندما يقوم بتذكير الناس بها كل فترة و أخرى..فهم من يحكمون عليه و على علومه بغض النظر عن كافة هذه المسميات و الألقاب التي يخلعها باستمرار على نفسه...

إن خوفك من المستقبل و مشاكله سيفقدك متعة الحاضر الذي تعيش فيه..و الذي سيصبح قريباً جداً ماضيك الذي تنطلق منه..فلو تحققت مشاكل المستقبل..فلن تستطيع حلها و مواجهتها بنفسيتك المحطمة هذه حتى لو كانت بسيطة..و لو لم تتحقق فستخسر أيضاً لأنك قمت بتحطيم أعصابك في انتظار حدوث شيء لم يحدث..
لن أقوم بمجاملتك و إخبارك بكلمات وردية تحب سماعها..فالحياة مليئة بالمشاكل و العقبات و المصائب التي لا يستطيع أكثر الناس تفاؤلاً إنكارها..فعندما تحصل إحداها معك و أنت بنفسية مهتزة..خائفة..مترقبة.. ستقوم بتدميرك حتى ولو كانت صغيرة..أما لو حصلت مع شخصية قوية و صلبة كالصخر فستؤثر بها قلبلاً..و لكن إلى حين..ثم تتوارى كموجات البحر..إلا أنها ستكسب صاحبها قوة و صلابة فوق صلابته السابقة...فهذا هو قانون الحياة...في كل مرة تنتصر عليها ستمدك بطاقة إضافية على مواجهتها بعون الله..و إذا انهزمت أمامها فستخرج لسانها لك ساخرة منك و من ضعفك..فالحياة لا تحب الضعفاء الذين ينهارون أمامها..بل تحب من يريها أنه يرغب و يستطيع أن يأخذ منها ما يريد..فهنا فقط تأتي إليه صاغرة لتمنحه كل ما يريد..